بلاغ رسمي من حكومة الإنتداب البريطاني : الأشقياء على الحدود
هذا المصطلح استخدمة الإستعمار البريطاني ليوسم به كل المناضلين الشرفاء الذين يرفضون الإحتلال لتشوية صورتهم أمام الأهالي فأي حادثة قتل أو سرقة في أي منطقة يتم نسبها لأي مناضل خرج من تلك البقعة واصبح مطارداً من قوات الإحتلال حتى يؤلب الأهالي عليهم وليسهل عليه مطاردتهم واعتقالهم وعدم ايوائه وتقديم العون له.
ذكر البلاغ انه مضت مدة طويلة وأشقياء البدو ( المناضلين من البدو ) يرتكبون جرائم نهب الثكنات والمخازن , وقطع الطرق , والقتل في اللواء الجنوبي فأصدر مدير الأمن العام سنة 1920م منشوراً عرض فيه مكافأة تتراوح بين 20 و 50 جنيهاً فلسطينياً لمن يلقي القبض على أي فرد من المجموعة , أما رئيس هذه المجموعة فيدعى جمعة أبو سنيمة من عرب النجمات الترابين ففي 30 نيسان الماضي سنة 1924م جاء جمعة أبو سنيمة المذكور مع خمسة من افراد مجموعته من شرقي الأردن الى فلسطين بعد أن قطعوا الحدود والتجأوا الى مناطق عرب النبعات والقصار الترابين فبلغت نقطة البوليس في منطقة العزازمة بذلك وعليه انطلقت قوة من البوليس لتعقب المقاومين والذي اطلق عليهم الإنتداب البريطاني لقب الأشقياء واتهمهم بأبشع التهم لينفر الأهالي منهم , وقد اشتبك المقاومين مع تلك القوة وردوها على اعقابها فتم تعزيزها بقوة أكبر ودارت بين الطرفين معركة كبيرة اوقعت في صفوف الإنجليز كثير من القتلى والأصابات , والتي لم يفصح عنها واستمرت طوال الليل انسحب على اثرها المقاومين , وفي صباح اليوم الثاني تم تعزيز تلك القوة بأعداد غفيرة من الجند فألقي القبض على ثلاثة من مجموعة جمعة أبو سنيمة في مخيم صغير وهم نيام , واكتشف بجانب المخيم مخبأ للذخيرة والأسلحة وعلى مسافة منه اطلقت النار بغتة على رجال البوليس من قبل مقاومين من نفس المجموعة لا يقل عددهم عن 15 شخصاً فجرت معركة بين رجال جمعة ابو سنيمة والبوليس جرح في اثنائها بوليسان وقتل أربعة وتم اسر ثلاثة منهم وقتل اربعة من خيولهم وتمكن أحد الضباط المرافق للبوليس من النجاة والفرار الى رفح , ثم خرجت في اثر جمعة ابو سنيمة بعد انهزام قوة البوليس وفرارهم , قوة كبيرة مؤلفة من الهجانة والدرك الفلسطيني والبوليس الخيالة يساعدها رجال الدرك الهجانة المصريين بقيادة حاكم مقاطعة سيناء فوجدت ان عرب النبعات والقصار الترابين قد رحلوا جميعاً بعد تلك المعركة حامية الوطيس ولكنها القت القبض على بعض منهم وقد ظهر بعدئذ ان المقاومين ذبحوا رجال البوليس الثلاثة المأسورين لديهم بعد ان حاولوا الفرار , وقد وجدت جثثهم بالقرب من الحدود المصرية ودفنت في بئر السبع , وقد القي القبض على بعض رؤساء القبائل في تلك النواحي بمن اشتبه بانهم آووا المقاومين او كان لهم علم بوجودهم فيها وهم جدوع الصوفي شيخ عشيرة نجمات الصوفي وحمد الصانع شيخ نجمات الصانع ومحمد ابو سحبان شيخ عرب السحابين , وقد وضعت نقطة بوليس في منطقة عربان النجمات الترابين وستفرض غرامة كبيرة على اهالي تلك المنطقة تشمل التعويض الذي سيدفع لورثة القتلى من البوليس ( دية ) الجزء الأول / اسماعيل بن عياد الترباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق