في عام 1931م قامت اللجنة التنفيذية الصهيونية , بإصدار أول شاقل لليهود لدعم سيول الهجرة الصهيونية المتدفقة لفلسطين ولتهريب السلاح وبعلم من حكومة الإنتداب البريطانية التي غضت الطرف وقامت باصدار قانون الجنسية الفلسطينية والذي بموجبه تم منح الجنسية لكل يهودي بمجرد أن تطأ قدمه أرض فلسطين , ومن ثم قامت بعد ذلك بإجراء التعداد السكاني والذي قاطعه اليهود اعلامياً رغم المشاركة به واعطاء ارقام وهمية عن تعدادهم وعود على ذي بدء , طبع هذا الشاقل في لندن وكان عبارة عن ورقة صغيرة مربعة الشكل مرفقاً الصورتين تحت رقمي 1, 2 في رقم (1) : عبارة اللجنة التنفيذية للجمعية الصهيونية رقم ... " أرض اسرائيل " الأدون ... محل الإقامة ... دفع .. " شاقلاً " واحد قيمته .. " 40 " ملاً بتاريخ .. القدس- لندن وأما الرقم (2) ففيه ما تعريفه : الشاقل على " الهستدروت " الصهيونية أن تدعو كل يهودي يعترف بالخطة التي رسمت في بازل , أن يدفع الشاقل السنوي , ولصاحب هذا الشاقل كل الحق اذا بلغ الثامنة عشرة من عمره في انتخاب المندوبين للمؤتمر الصهيوني واذا بلغ الرابعة والعشرين ان يكون هو مندوباً منتخباً للمؤتمر , على شرط أن يكون يسدد ما عليه لمكتب " الكيرين هايسود " (1) حتى يستطيع بذلك وحده أن يكون في عداد المندوبين المنتخبين للمؤتمر الصهيوني وهذا يدلل على شيء واحد هو : إن " الهستدروت " أي اتحاد نقابات العمال اليهود في فلسطين هي " الآلة " الصهيونية الوحيدة التي يراد بها هدم العرب , وهي المكلفة في الوقت نفسه بأن تدعو الى مصادقة العرب !!!
____________________________________________________
(1) : الكيرين هايسود : هو الصندوق التأسيسي الذي أقر المؤتمر الصهيوني* المنعقد في لندن (تموز 1920) إنشاء بغرض استعمار فلسطين. فالمال في المشروع الصهيوني كان دائماً العصب الحساس الذي ركز عليه جميع زعماء الصهيونية من هرتزل وولفسون إلى وايزمن وبن غوريون فغولدا مائير ومناحيم بيغن. فلقد وضع هرتزل أبو الصهيونية في التاريخ الحديث تكوين ما أسماه “الشركة اليهودية” شرطاً أساسياً لقيام الكيان الصهيوني والوطن القومي اليهودي. ونادى في يومياته بانشاء وكالنين تبادران إلى تكوين الوطن القومي وتشرفان عليه هما: “الجمعية اليهودية” التي ستقوم بوضع خطة علمية وتتولى التوجيه السياسي لليهود في العالم، و”الشركة اليهودية” التي ستنحو نحواً شبيهاً بمنحى كبريات الشركات التجارية وتقوم بنقل المهاجرين والإشراف على شؤونهم وتنظيم التجارة والصناعة في الوطن الجديد. وستكون هذه “الشركة اليهودية” شركة مساهمة تنظم على أسس من القانون الانكليزي، ومركزها الرئيس في لندن، ورأسمالها حوالي خمسين مليون جنيه استرليني.
يعود التفكير الفعلي في مثل هذا الصندوق (الشركة) إلى تاريخ صدور وعد بلفور* في 2/11/1917 فقد تأسس على أثر هذا الاعلان “صندوق تحضيري” جمع 130.000 جنيه استرليني في سنتين. ولكن الصندوق التأسيسي، أو “الكيرين هايسود”، هذا لم يتشكل فعلياً إلا في المؤتمر الصهيوني العالمي الذي انعقد في لندن. وكان الهدف من تأسيسه جمع الأموال لتمويل الهجرة والاستيطان في فلسطين باعبتارهما الوسيلة الرئيسة لتطوير البلاد واستعمارها باتجاه خلق (الوطن القومي اليهودي). وعلى هذا اعتبر التبرع للكيرين هايسود ضربة سنوية الزامية ملقاة على عاتق كل يهودي. ونيط أمر انتخاب إدارة الصندوق رسمياً بالمنظمة الصهيوينة العالمية* ومن بعدها بالوكالة اليهودية*. ومن هنا صب هذا الصندوق ما يجمعه من الأموال في مؤسستي الهستدروت* والوكالة اليهودية. بل إن هذا الصندوق كان اليد اليمنى في جمع النقود لحساب الوكالة اليهودية. فقد بدأ الجمع الفعلي منذ نهاية عام 1921 وسمي المشروع آنذاك “صندوق الانقاذ” الذي تمكن من جمع 760 ألف جنيه استرليني.
خدم هذا الصندوق الغايات التي أسس من أجلها، وبصورة خاصة في مجالات الهجرة والاستيطان والاستعمار وشراء الأسلحة للمستوطنين الصهيونيين. فهو الذي تولي – مالياً – اعداد يهود الشتات للاستيطان وأقام لهم – بعد الهجرة إلى فلسطين – المساكن وتولى صيانتها. كما قام هذا الصندوق بمنح القروض للمستوطنين بشروط سهلة وفائدة محددة مقدارها 2% لفترات طويلة الأجل ابتدأت بخمسين عاماً وأصبحت بعد ذلك خمسة وعشرين عاماً، وفي المستعمرات الجبلية أربعين عاماً.
وقد أطلق على هذا الصندوق اسم “الجباية اليهودية الموحدة”. ومنذ الحرب العالمية الثانية قام هذا الصندوق بانشاء 203 مستعمرات زراعية كانت تمتد على مساحة 661 ألف دونم ويسكنها 77 ألف نسمة. وأنشأ شركات مياه الأقاليم وشركة المياه القطرية “مكوروت” وساهم في تطوير ميناء تل أبيب وشركة الملاحة “تسيم” وشركة الطيران التي أطلق عليها في البداية اسم “افيرون” ثم أصبح اسمها “إلْ عال”. ويضاف إلى ذلك كله مساهمات الصندوق الأخرى في شركة الكهرباء وشركة البوتاس وغيرهما. فضلاً عن تمويل التعليم والصحة والعمل الاجتماعي في المستعمرات عن طريق الوكالة اليهودية.يعد الكيرين هايسود أكبر مؤسسة يهودية لجباية الأموال في العالم. وتدل الأرقام على أهميته وعلى نشاطه الكبير في مجال الجباية قبل قيام (إسرائيل) وبعده. فقد جمع الكيرين هايسود حتى عام 1948 ما قيمته 26.716.000 جنيه استرليني، ثم جمع بعد قيام (الدولة) ما قيمته 1.620.000.000 دولار (92% من مجمل ما جمعه منذ التأسيس).ويعد توحيد الجباية اليهودية بقيام (دولة إسرائيل) وإنشاء ما يسمى مؤسسة “الجباية اليهودية الموحدة” حدد المؤتمر الصهيوني (1951) مهمة الكيرين هايسود بجمع الأموال من خارج فلسطين، وتحول اسمه إلى “كيرين هايسود – الجباية الموحدة لاسرائيل” وتم تسجيله عام 1956 كشركة إسرائيلية بموجب قاون صدر عن الكنيست*.
ابن كيكلدي: رَ: أحمد بن خليل كيكلدي/ الموسوعة الفلسطينية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق