قرية الخلصة / بئر السبع : تقع جنوب بئر السبع على بعد 24 كيلو متراً واثنا عشر كيلو متراً عن عصلوج وهي واقعة في اراضي العزازمة وينزل حولها فريق كبير منهم وكانت القرية تقوم وسط رواب جرداء، وتشرف على بقاع واسعة من الأرض، في الاتجاهات كلها عدا الجنوب. وكانت تقع عند ملتقى وادي العوسجة ووادي الخلصة, وقد كانت مطمع لليهود في عام 1931م بعد سنة الجراد وسنين المحل التي ضربت المنطقة وقد شبهها اليهود بأراضي تل الربيع من حيث تيسر الماء وقابلية زراعة اراضيها للحبوب وبعض الاشجار المثمرة , وقد رأى إدوارد روبنسون، في سنة 1838، أنها هي بلدة إلوسا (Elusa) النبطية [Robinson (1941) I: 201-2]. ويبدو أن الموقع كان من محطات القوافل القادمة من البتراء إلى غزة. واستناداً إلى سيرة هيلاريون (Hilarion) التي كتبها القديس جيروم (Jerome) في أوائل القرن الخامس للميلاد، فإن هيلاريون لما زار إلوسا في القرن الرابع قُدّمت الخمر إليه من الكروم المجاورة. وتُشاهد بلدة إلوسا على خريطة مادبا (Madaba) المرسومة بالفسيفساء في القرن السادس للميلاد، والتي تمثل فلسطين , وكانت مركزاً دينياً في العهد البيزنطي والروماني ووجدوا بها عدداً كبيراً من النقود الاثرية منها ما هو عربي اسلامي وروماني وبيزنطي وهي سامية الأصل كما يقول علماء الآثار ويبدو أنها كانت مركز مقاطعة ((فلسطين الثالثة)) الإدارية حتى الفتح الإسلامي , استولى المسلمون عليها اثناء الفتوحات الاسلامية الاولى وتاريخ سقوطها يوافق التاريخ الذي شرع فيه عمر ابن العاص لفتح مصر زمن الخليفة عمر بن الخطاب وان اكثر احجار الخلصة نقل في العهد التركي الى غزة حيث استعمل هناك في بناء البيوت كما ان قسماً منها نقل الى بئر السبع واستعمل في بناء مأذنة الجامع الكبير , وقد اقتطع العثمانيون جزءاً من اراضيها بمرسوم عثماني كهدية لحاكم جنوب فلسطين حماد باشا الصوفي لقاء خدماته التي قدمها للدولة العثمانية بالأضافة لاراضي في وادي سدر ووادي السبع ومجموعها 30 ألف دونم فأصبحت حجراً للعزازمة ولعشيرة الصوفة الترابين بعد المرسوم .
ويذكر الجغرافي محمد الدمشقي (توفي سنة 1327)، أنها بلدة تقع ضمن حدود غزة الإدارية ["نخبة"، مذكور في عطا الله 1986 :64- 65، وفي الخالدي 1968: 123]. ويقول المؤرخ المقريزي (توفي سنة 1441) إنها إحدى ((المدن)) الكبرى في القسم الجنوبي من فلسطين [د 2/1: 382]. إلا أن أهمية الخلصة تلاشت مع انحطاط الطرق التجارية في النقب. ولم تلفت الأنظار إلا في أوائل القرن الحالي؛ ففي سنة 1905، درس معهد الكتاب المقدس (Ecole Biblique) في القدس الآثار في المنطقة. كما أن ((المسح البريطاني)) (British Survey) نشر خريطة للموقع الأثري بكامله في سنة 1914. وقد تزامن الاهتمام المتجدد بالخلصة مع قرار عشيرة العزازمة البدوية الاستيطان هناك. فبنت العشيرة فيها قرية مثلثة الشكل، محصورة بين طرفي الواديين. وكانت منازلها مبنية بالحجارة والطين.
كان في الخلصة مدرسة ابتدائية بُنيت في سنة 1941، كما كان فيها عدد من الدكاكين. وكان سكانها يتزودون مياه الشرب من نبع، ويعتاشون من تربية الحيوانات ومن التجارة. في سنة 1938 كشفت الحفريات الأثرية عن أنقاض مدينة، وبعض القبور، وقطع معمارية نُقشت كتابات عليها. وبين سنتي 1973 و 1980، وفي أثناء ثلاثة مواسم من التنقيبات الأثرية، عُثر على بقايا مسرح نبطي كبير، وعلى أكبر كنيسة في النقب، وعلى غيرها من الأبنية الكنسية، وعلى أبراج للدفاع بُنيت فوق أسوار المدينة، وفوق بعض المنازل.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا (إقتباس من كتاب كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي)
من المرجح أن القرية وقعت تحت السيطرة الإسرائيلية في وقت مبكر نسبياً من الحرب. ويستشهد كتاب ((تاريخ الهاغاناه)) بقائد لواء هنيغف (النقب)، ناحوم سريغ، الذي قال بعد الحرب: ((بحلول 15 أيار/ مايو، كان النقب بأكمله خاضعاً لسلطة عبرية تامة)). لكن من الجائر أن تكون القرية صمدت، مثل بئر السبع، حتى تشرين الأول / أكتوبر 1948، أي حتى عملية يوآف (أنظر بربرة، قضاء غزة) [S: 1427; see T: 308-10].
القرية اليوم
لا يزال بعض منازل القرية قائماً، غير أنه مهجور ومدمّر جزئياً. وثمة، إلى الغرب من موقع القرية، بئر لا تزال صالحة للاستخدام، ولها فم مستدير وسلّم حديدي وعلى بعد بضعة أمتار إلى الغرب من البئر، ثمة منزل كبير مستطيل الشكل، فيه ثماني غرف. ويشاهد خلفه ركام عشرة منازل مهدمة كما أن بقايا المقبرة تشاهد في الجزء الشمالي من الموقع. وإلى جانب المقبرة، ثمة حفريات أثرية وبعض منازل القرية المدمّرة. وهناك نحو 15 منزلاً، مدمّرة جزئياً، إلى الجنوب من الموقع وإلى الغرب منه.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية. وتُستخدم المنطقة للتدريبات العسكرية. قلت : وهذا دليل قاطع على ان اليهود لم يستيطعوا شراء شبراً من اراضيها وقد راود اليهود اصحاب الأراضي بواسطة السماسرة كثيراً لشراء مساحات كبيرة منها ولم يفلحوا فوصل سعر الونم 330ملاً في ذلك الوقت .
____________________________________________________
المراجع :
وليد الخالدي كي لا ننسى / بلادنا فلسطين مصطفى مراد الدباغ / عارف بك العارف
( تاريخ بئر السبع وقبائلها ) / وثائق الأرشيف العثماني
( تاريخ بئر السبع وقبائلها ) / وثائق الأرشيف العثماني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق