الطريق بين العقبة وبئر السبع الجزء الثاني - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الاثنين، 23 مايو 2016

الطريق بين العقبة وبئر السبع الجزء الثاني


الطريق بين العقبة وبئر السبع : (2)

افتتح الإنجليز مخفر " عين دفيه " لضبط الحدود بين شرق الأردن وفلسطين في 

 شمال مدينة العقبة ويبعد عن المدينة 21 كيلو متراً على الجهة الغربية من الحدود الفلسطينية مقابل " قرية قطر " (1) على الجهة الشرقية من وادي عربة , وقد روى المراسل الصحفي المرافق للمستر فريدي مفتش بوليس بئر السبع الرحلة وقال : فمررنا على بئر ماء فتزودنا منه حاجتنا , وكانت الطريق سهلة لم نجد في قطعها صعوبة وفي عين " دفيه " توجد عين ماء لا تصلح لشرب غير المعتادين عليها , وعند وصولنا انزلنا حمولة السيارات وباشر الكابتن توزيع الخيام والدقيق والشعير وغير ذلك على الجنود , وبعد ذلك غادرنا " عين دفية " الى مخفر " غضيان " ويقع على الجهة الغربية من الحدود الفلسطينية مقابل قرية " رحمة " (2) على الجهة الشرقية من وادي عربة والذي افتتح في وقت سابق وهو مجهز بقوة من الهجانة من البدو والجند  وقد جعل مرتب كل منهم ستة جنيهات شهرياً وتم تسليمهم السلاح الذي جلب لهم خصيصاً من قوة الجيش في القدس كما تسلموا فؤوساً ومجاريف ومعاول لحفر الإستحكامات وغير ذلك من المعدات وعلق كل واحد من الهجانة تاج البوليس على عقاله وذهبنا تاركين الجنود في " عين دفية " يحفرون الخنادق ويملئون الأكياس بالرمال لوضعها متاريس للدفاع بينما اتجهت سياراتان من سياراتنا الى العقبة وقبل وصولنا الى " غضيان " وتبعد 24 كيلو متراً عن " عين دفيه " و45 كيلو متراً عن العقبة الى الشمال بسبعة أميال لم يعد في وسعنا استئناف السير لتراكم الرمال التي استحال علينا اجتيازها فاضطررنا الى افراغ ما تحمله سياراتنا والى نقله بواسطة السيارة المدرعة الحربية التي ترافقنا والتي كان يركبها المستر فريدي وفي مخفر غضيان عين ماء لا بأس باستعمال مياهها للشرب وهناك انزلنا بعض ما معنا من مؤن وذخيرة ثم قفلنا راجعين الى " عين دفيه " فالعقبة حيث استرحنا ومن بعده نزلنا الى البلدة التي تبعد عن المعسكر خمس دقائق مشياً على الأقدام وحاولنا شراء سمك فلم نجد لأن الأهالي هناك كسالى ولأن صاحب امتياز صيد السمك هو رجل يهودي يدعى روزنفلد اعطي الإمتياز بمساعدة الحكومة ولا يملك شروى نفير , كان قد سافر الى تل ابيب لإصلاح آلة قاربه البخاري القديم العهد الكثير الخراب , ولم نجد في العقبة من السمك الا رطل واحد وثلاث اواق اشتريناها من رجل طماع بخمسة قروش الرطل لاننا فهمنا بعدئذ من الجنود الذين تعرفنا اليهم ان ثمن الرطل هناك لا يزيد عن ثلاثة قروش , وكان جنود الحدود على غاية من اللطف وقد فهمنا من الكثير منهم انهم لا يريدون تجديد مدة خدمتهم التي ستنتهي قريباً لما ينالونه من المشاق وتعرضهم للاخطار ليلاً ونهاراً بقيامهم بالدورية , وحفر الخنادق وغير ذلك وقد قالوا لنا انهم ارسلوا الى العقبة على ان يبقوا اسبوعاً واحداً فقط فيها ولكنه مضى عليهم ثلاثة شهور وهم هناك ولا يدرون كم ستطول مدة اقامتهم وفي اثناء مكوثنا في المعسكر شاهدنا اشياء واموراً لا نستطيع ان نتكلم عنها وفي اليوم الثاني قفلنا راجعين الى بئر السبع بعد ان تركنا المستر فردي هناك لأتمام اعمال تقتضي تأخره الى المساء وبالفعل لحقنا بعد اتمامها فوصل بعدنا بأربع ساعات.( تفاصيل الطريق ستكون في كتابنا ان شاء الله محتوياً الجزء الأول وطريق بئر السبع سيناء عن طريق العوجا حفير .( اسماعيل بن عياد)
__________________________________________________

(1) , (2) : قرية قطر وقرية رحمة : من مضارب قبيلة الاحيوات




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق