على بعد تسعة كيلو مترات جنوب شرقي غزة تقع قطعة من الأرض تدعى أرض " النخابير " تلاصقها قطعة ارض تدعى المخمة , ومساحة الأولى 29 دونماً وهي ملك لفهمي الحسيني رئيس بلدية غزة ومساحة الثانية 120دونماً يملكها نمر الوحيدي شيخ عرب الوحيدات وقد اتفق في اثناء الحرب العامة ان كانت مفرزة الجيش الإنجليزي مخيمة في تلك الأرض فعثر أحد الضباط ويدعى ويليامس على شيء من الفسفور فيها ( الكبريت الأصفر ) ولما انتهت الحرب عاد المستر ويليامس الى فلسطين وسكن غزة لمتابعة البحث بعد أن استحصل من الحكومة على رخصة بالتحري عن المعادن والظاهر انه عثر في ارض النخابير والمخمة من الفسفور ما يشجعه على استغلاله فوسط الحكومة على استملاك هذه الأرض بموجب القانون وعقد لذلك اجتماع في دائرة حاكم قطاع غزة حضره موظف الحكومة الأختصاصي بعلم طبقات الأرض , ولكن نتيجة هذا الاجتماع لم تسقر عن اتفاق فقد عرض المستر ويليامس هذا اما ان يشتري الدونم الواحد بسعر ستمائة مل او ان يستأجره بستين ملاً في السنة ووقف الأمر عند هذا الحد وقد استمر المستر ويليامس في عمله وإنه اراد الأستعانة عليه بشركة البحر الميت فعقد اتفاقاً مع الميجر تولوخ والمستر نوفوسكي على أن تتولى شركتهما العمل الفني ولم تباشر الشركة العمل في الوقت المعين المنصوص عليه في الاتفاقية فقام المستر وليامس بفسخ العقد وارجع للشركة مبلغ مئة جنيه كانت قد دفعته لبعض النفقات الأولية وقد اقامت الشركة صاحبة امتياز البحر الميت قضية على المستر ويليامس تطالبه فيها بمبلغ 65 الف جنيه تعويضاً لها عن حصتها المقدرة في الأرباح ورفعت القضية أمام محكمة القدس للنظر فيها , قلت : والغريب في هذه القضية ان النزاع قائم فيها بين فريقين والأرض لا تخص واحداً منهما وصاحباها لا يعلمان شيئاً عن ذلك وأغرب من هذا أن تتسرب مرافق البلاد وكنوزها الى ايدي غير أهلها وأهلها عنها غافلون لا يعلمون ما يدور في الخفاء لوجود مفرزة من الجيش البريطاني فيها !!!
" نحتفظ بالمصدر والتفاصيل المهمة وسنشير له في كتابنا / اسماعيل بن عياد "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق