قد يكون الأنسان حاد الذكاء , وقد يكون قوي العارضة , مفوهاً في الخطابة ,وقد يكون جيد الأسلوب , بارعاً في الكتابة , وقد يكون واسع الإطلاع , ولا يكون عاملاً بما يعلم , متحققاً بما يفهم , وبعبارة أخرى لا يكون له من المبدأ الثابت والأخلاق الواضحة , ما يجعله رجل اخلاق , كما هو رجل علم وأدب , ذلك لأن الأخلاق شيء والذكاء والقدرة على الكلام شيء آخر , تلك ملكات ترسخ في الأنسان فيصدر بحسيها أعماله , وتستولي على المشاعر فلا تختاص من تأثيرها وهذه نتيجة
من نتائج الحافظة والذاكرة اذا لم تلامس الوجدان , وتجد في طبيعة صاحبها مستقراً ظلت مخزونة دون أن تهضم , فيقذف بها صاحبها حينما يريد , ومن النماذج الصحيحة (!) رجل سليط في اللسان , بارع في الخطابة والكتابة والشعر , قوي العارضة , قوي الحافظة . قوي الذاكرة . حاد الذكاء , ولكنك لو استشهدت المنصفين الصريحين ممن خالطوه ورافقوه وعاشروه , وقضوا جزءاً من حياتهم معه بظروف خاصة , وعامة لما رأيت أحداً يشهد له بخير , في جميع حالاته وظروفه في ما عدا القدرة على الكلام والخطابة والكتابة والأشعار التي لا تلامس وجدانه ولا تمر على مركز الإنصاف من نفسه , فهو لعان طعان , حول قلبٍ , يكاد جلده لا يسعه كبراً , وغروراً , وأعتداداً بنفسه وخيلاء , لا يطيق أن يرتفع لغيره صوت , يرى نفسه أهلاً لكل ملمة , فإذا تجاوزته فقد طاولت الأرض السماء وغاض من الوجوه الحياء , إذا حل في مجلس فيجب أن يكون في أعلى مقاعده بمساعدة السحيجة والطبيلة لأنه صاحب الصولة والجولة فيه , والا فويل لهذا المجلس ومن فيه , وليعلم اذا كان متغافلاً أو متناسياً في هذا المجلس من تعداه فالناخب والمنخوب لفضوه منذ عقد من الزمان وغير مرحبٍ به , فالآن بدأت علامات الفشل تظهر على جبينه فيحيك الدسائس , بسفه , وحقد , وكيد , ونقمة , وهزء , وأنتقاص من الغير فهذا عارض مرض أصابه ونسأل الله له بالشفاء وأعانه على ما في نفسه , فقد تم نفخه فأضره من حيث أراد من كان سبباً في ذلك , وجلبوا له شراً من حيث ارادوه اصلاً له , ورب نعمة من بين يديه جرت نقمة عليه كما يقولون . ( اسماعيل بن عياد الترباني )الجمعة، 8 أبريل 2016
New
الأخلاق غير الذكاء
عن هنا الترابين
هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف التى يولدها التطبيق..
أقلام وأراء
تم النشر في قسم :
أقلام وأراء
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق