الأخلاق غير الذكاء - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الجمعة، 8 أبريل 2016

الأخلاق غير الذكاء


قد يكون الأنسان حاد الذكاء , وقد يكون قوي العارضة , مفوهاً في الخطابة ,وقد يكون جيد الأسلوب , بارعاً في الكتابة , وقد يكون واسع الإطلاع , ولا يكون عاملاً بما يعلم , متحققاً بما يفهم , وبعبارة أخرى لا يكون له من المبدأ الثابت والأخلاق الواضحة , ما يجعله رجل اخلاق , كما هو رجل علم وأدب , ذلك لأن الأخلاق شيء والذكاء والقدرة على الكلام شيء آخر , تلك ملكات ترسخ في الأنسان فيصدر بحسيها أعماله , وتستولي على المشاعر فلا تختاص من تأثيرها وهذه نتيجة
 من نتائج الحافظة والذاكرة اذا لم تلامس الوجدان , وتجد في طبيعة صاحبها مستقراً ظلت مخزونة دون أن تهضم , فيقذف بها صاحبها حينما يريد , ومن النماذج الصحيحة (!) رجل سليط في اللسان , بارع في الخطابة والكتابة والشعر , قوي العارضة , قوي الحافظة . قوي الذاكرة . حاد الذكاء , ولكنك لو استشهدت المنصفين الصريحين ممن خالطوه ورافقوه وعاشروه , وقضوا جزءاً من حياتهم معه بظروف خاصة , وعامة لما رأيت أحداً يشهد له بخير , في جميع حالاته وظروفه في ما عدا القدرة على الكلام والخطابة والكتابة والأشعار التي لا تلامس وجدانه ولا تمر على مركز الإنصاف من نفسه , فهو لعان طعان , حول قلبٍ , يكاد جلده لا يسعه كبراً , وغروراً , وأعتداداً بنفسه وخيلاء , لا يطيق أن يرتفع لغيره صوت , يرى نفسه أهلاً لكل ملمة , فإذا تجاوزته فقد طاولت الأرض السماء وغاض من الوجوه الحياء , إذا حل في مجلس فيجب أن يكون في أعلى مقاعده بمساعدة السحيجة والطبيلة لأنه صاحب الصولة والجولة فيه , والا فويل لهذا المجلس ومن فيه , وليعلم اذا كان متغافلاً أو متناسياً في هذا المجلس من تعداه فالناخب والمنخوب لفضوه منذ عقد من الزمان وغير مرحبٍ به , فالآن بدأت علامات الفشل تظهر على جبينه فيحيك الدسائس , بسفه , وحقد , وكيد , ونقمة , وهزء , وأنتقاص من الغير فهذا عارض مرض أصابه ونسأل الله له بالشفاء وأعانه على ما في نفسه , فقد تم نفخه فأضره من حيث أراد من كان سبباً في ذلك , وجلبوا له شراً من حيث ارادوه اصلاً له , ورب نعمة من بين يديه جرت نقمة عليه كما يقولون . ( اسماعيل بن عياد الترباني )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق