جدوع الصوفي يقود الثوار في الهجوم على مستعمرة الجمامة في بئر السبع - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الجمعة، 1 أبريل 2016

جدوع الصوفي يقود الثوار في الهجوم على مستعمرة الجمامة في بئر السبع



[ الشيخ / جدوع الصوفي يقود الثوار لتأديب مستوطني مستعمرة الجمامة ] :

انطلقت خيول الثوار بقيادة الشيخ جدوع الصوفي كالسهام المطلقه أو كالسيول المتدفقة أو العقبان المنقضة أو الشهب الهاوية فتتبعها قلوب الأحرار تلهج بالدعاء بنصر مظفر وتنتظر غنائم من محتلٍ لا يعرف الا لغة القوة وصار الفرسان وكل منهم يصيح بفرسه وينتخيه ويتحلون بأخلاق العرب الأقدمين العزيزي النفس المتوقدي الذهن , الأذكياء , الشهام الأباة , أخلاق لم تغيرها الحوادث والأزمان , فكانوا أهل كرم وزرم وشجاعة ووفاء وسماحة ونصرة لكل مظلوم سلبت منه دياره , بعد أن نكث المحتل بالعهود والمواثيق التي قطعها وقد كان محقاً ظن الكثيرين من سكان البلاد الأصليين وبأن السياسة البريطانية تريد تحويل فلسطين الى وطن قومي لليهود والعبث بحقوق ابناء البلاد والمباديء التي ادعى الحلفاء انهم حاربوا في سبيلها وعقدوا الصلح على اساسها كتقرير المصير وحرية الشعوب في اختيار شكل حكمها ومحاوله انتزاع الملك من يد مالكه لوضعه في يد الغريب فكانت قصة مستعمرة الجمامة وهي من أراضي النتوش العطاونة من قبيلة التياها الكريمة, والتي اغتصبت بالقوة من قبل اليهود وبمساعدة من حكومة الأنتداب وتهجير أصحابها الأصليين فأهل البلاد أعدوا العدة ونظموا صفوفهم ويقوون روابط الأتحاد فيما بينهم لأسترداد ما تم سلبه , فكان موعد الثوار من قبيلة الترابين وقبيلة التياها مستعمرة الجمامة يوم الخميس 17 جمادي الثانية سنة (!) هاجم الثوار مستعمرة الجمامة (1) في بادية التياها هجوماُ عنيفاً ابتدأ الساعة العاشرة مساءً وأستمر الى ساعة متأخرة من الليل اشتبك خلالها الثوار مع حراس المستعمرة ولما تضايق هؤلاء استنجدوا بالجند فنشب بين الفريقين معاك عنيفة إنقسم فيها الثوار الى قسمين احدهما يقوم بتقطيع الأشجار بينما يقوم القسم الآخر ينازل الجند بالبنادق التي كان يتهاطل رصاصها تهاطل الغيث وكان يسمع ازيزه من مسافات بعيدة فكانت ليلة ليلاء ولا تزال نتائجها مجهولة , وفي يوم الأنين 21 من نفس الشهر وفي تمام الساعة العاشرة مساء هاجم عدد كبير من الثوار المسلحين يقدر عددهم بمئة وخمسين ثائراً واطلقوا وابلاً من الرصاص على مركز بوليس مستعمرة الجمامة وقد كانت حملة قوية انقسم فيها الثوار الى اربعة اقسام وأحتاطوا بيارات اليهود من جميع الجهات وكانت أثناء إطلاق النار جماعة اخرى من الثوار تقطع اشجار البيارات لاحداث الخراب فيها وجاءت الخسائر عظيمة وهذه هي المرة الثانية  التي تهاجم فيها هذه المستعمرة التي هجرها اهلها اليهود وأخذت الحكومة على عاتقها المحافظة عليها وحراستها واقناع اليهود بالعودة اليها فحضرت قوة كبيرة من بوليس بئر السبع لنجدة المستعمرة ولم يفلحوا في ثني الثوار عن مواصلة المعركة فأستنجدوا بقوة كبيرة من الجند المرابط في ثلاثة عشر سيارة كبيرة مسلحة قادمة من القدس لبئر السبع وصلت الساعة الرابعة فجراً فأنسحب الثوار وفي اليوم الثاني تاريخ 22 جمادي الثانية غير الثوار من التكتيكات العسكرية وفي اثناء مرابطة القوات التي جاءت للدعم واستقرارها حول مستعمرة الجمامة هاجم فريق كبير من الثوار المنسحبين المدرسة الأميرية في بئر السبع واطلقوا عليها الرصاص فأجابهم الجند بالمثل من المدافع الرشاشة والبنادق ودام تبادل اطلاق النار حتى الساعة الثالثة فجراً وكان مكن الثوار قريباً وتكتم البوليس عن حجم الخسائر فتم تعزيز محيط المدرسة الأميرية بالجند الذين تم جلبهم من القدس , وصباح يوم الثلاثاء 22 جمادي الثانية سنة (!) وعلى اثر هجوم الثوار ليلة أمس على مزارع مستعمرة الجمامة حضرت قوة كبيرة جداً من الجند تقدر بالآلآف لمضارب قبيلة التياها ونسفت أربع بيوت من بيوتها وهي تخص السادة المشائخ محمد العطاونة وطالب علي العطاونه ومنزل في مضارب الترابين للشيخ حسين ابو ستة وقد انذرتهم بنسف المزيد من البيوت الأخرى اذا استمر الهجوم على هذه المستعمرة من قبل عشائرهم . الثوار يهددون بالأنتقام والثأر وفي يوم السبت 28 جمادي الثانية حدثت معركة منقطعة النظير فقد هاجم الثوار بأعداد كبيرة جداً مستعمرة الجمامة بعد منتصف الليل وأكلقوا العيارات النارية على خفرائها وعلى ثكنات الجند ومركز البوليس الأضافي الذي عزز به لحراسة المستعمرة وقام الثوار بقص الأسلاك الشائكة والدخول اليها وسط اطلاق العيارات النارية وقاموا باحراق كل ما تطاله ايديهم من املاك المستوطنين فأرتفعت السنة اللهب التي شوهدت من مسافات بعيدة وقد استنجد الخفر ومركز البوليس بمراكز الجند القريبة فأنجدهم بقوة كبيرة وظل الفريقان يتبادلان اطلاق العيارات النارية حتى الفجر وكانت هذه المعركة حسب رواية البوليس منقطعة النظير لكثرة ما أطلق فيها من العيارات النارية بغير حساب وكثرة الأصابات في صفوف الجند والبوليس وحين بزرع نور الفجر كان حجم الدمار كبيراً في المستعمرة فالبيارات والمباني خراب , وقد جاء المندوب السامي وأجتمع بشيوخ العشائر وطلب الهدوء كان ذلك في محكمة العشائر وقال إن الحكومة هي على الحياد وواجبها حماية الأرواح والممتلكات للسكان جميعاً , وقد احتج الشيوخ على سياسة الحكومة والهجرة  اليهودية وتهريب السلاح ...الخ 
قلت : اكتفينا بذكر بعض من حكاية مستعمرة الجمامة فقد هاجمها الثوار خمس مرات متتالية خلال شهر واحد وهوجمت فيما بعد مرات عديدة حتى سنة (!) م ولم يستقر او يسكنها المستوطنين الا بعد حرب عام 1948م بعد تهجير سكانها الأصليين ونحتفظ بمصادرنا وان شاء الله ستكون بين دفتي كتاب . 
_____________________________________________________

   (1) : الجمامة :
      هي الموطن الأصلي لعشيرة العطاونة " النتوش " من قبيلة التياها وتقع غرب مدينة بئر السبع وتبعد عنها حوالي         30كم وتبلغ مساحة اراضيها 4593 
دونماً كانت القرية تقوم على رقعة متموجة من الأرض تقع في القسم الشمالي من صحراء النقب، على طرف وادي المدبّع. وكانت طريق فرعية تربطها بقرية بُريز (قضاء غزة)، إلى الشمال الغربي، وتفضي بدورها إلى طريق عام يؤدي إلى غزة، ويمتد في موازاة الطريق العام الساحلي. ونظراً إلى شبكة من الطرق المماثلة، التي تربطها بقرى أخرى، فضلاً عن الطريق العام بين بئر السبع وغزة، إلى الجنوب الغربي، فقد كانت الجمامة تعتبر مدخلاً إلى فلسطين الجنوبية. وعند نهاية الحرب العالمية الأولى، في 8 نوفمبر 1917، تغلب البريطانيون على قوة عثمانية في الجمامة، وهذا ما أدى إلى احتلال البريطانيين للقرية. واستناداً إلى معلومات حصل مركز الجليل للأبحاث الاجتماعية في الناصرة عليها من عشيرة عرب العطاونة البدوية، التي استوطنت القرية قبل سنة 1948، فقد كانت الجمامة تشتمل على نحو 120 من الأبنية المسماة ((البايكات)) (مفردها بايكة)؛ وهذه كانت مبنية بالحجارة والطين، ومسقوفة بالطين والخشب، 
 فكانت متقاربة بعضها من بعض، ويفصل بعض الدكاكين بينها في الوسط. وكان الكثير من هذه الأبنية ((البايكات)) يستخدم منازل لسكان القرية. أما الأبنية كانت منها في حال متردية، فكان يستعمل مخازن للحبوب وزرائب للحيوانات. ِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق