وصلت المحكمة المركزية في القدس المؤلفة من ماجد بك عبد الهادي وسعيد بك طوقان قضية طريفة ترتكز على أحكام منشؤها العرف والعادة المتبعة عند عربان بئر السبع , وتتلخص أطوار هذه القضية لطرافتها وغرابتها بما هو آت : منذ حوالي سنة ونصف قبض على بدوي من عربان بئر السبع يدعى (!) خارجاً من بيت الشيخ / فريح أبو مدين شيخ مشائخ عرب الحناجرة واتهم بأنه حاول السرقة من البيت , وكفله لنتائج التحكيم الشيخ / عبد ربة أبو عيادة من شيوخ عربان السبع وأحيل المتهم (!) في حينه على على محكمة العشائر وحوكم وبريء بما اتهم به من محاولة السرقة , هنا لجأ الشيخ فريح أبو مدين الى أربعة محكمين من البدو وطلب تحكيمهم على طريقة العرف والعادة عند البدو وحكم له اثنان من الأربعة بأنه يجب : قطع يد ورجل المتهم (!) أو افتدائهما بمئة جنيه وأن يعطى الشيخ فريح أبو مدين خادم وعبد وعشرة رؤؤس من الأبل , ثم أن يحصى عدد الخطوات من بيت المتهم (!) وأبو مدين ذهاباً وجيئة ويدفع المدعى علية جنيهاً عن كل خطوة ولما كان المتهم (!) بريء في المحاكم النظامية , وكان الشيخ / عبد ربة هو كفيله , فهو ملزم بأن يقوم بتنفيذ حكم المحكمين , وقد اعترف الشيخ عبد ربه بالكفالة , ولكنه اعتبر حق المدعي مطوياً بعد أن برأت المحكمة النظامية المتهم الأصلي , فأقام المدعي عليه هذه القضية , وكان وكيل المدعي يطالب بتنفيذ حكم المحكمين أو باللجوء الى المتبع في العرف والعادة كرة أخرى فيذهب الكفيل الى بيت المدعي ( طنيباً) وهكذا يتم الصلح وتسقط الدعوى , أما جانب الدفاع فكان يتساءل عن الصفة القانونية لحكم المحكمين ثم يتساءل عن كيف يعتبر حكماً باتاً ذلك الحكم الذي يصدرة محكمان اثنان من أربعة ثم يذكر ان المتهم الأصلي قد بريء في المحاكم النظامية فسقطت بذلك الكفالة , وبعد أن انتهت مرافعة الطرفين إختلت المحكمة برهة غير وجيزة وعادت ثم نطق ماجد بك عبد الهادي بحكم المحكمة وهو يقضي برد هذه الدعوى .
وهذه خلاصة القضية الطريفة التي كانت أمام المحكمة المركزية .
قلت : وقد حلت هذه القضية بعد ان ردت من المحكمة المركزية ولدينا كامل تفاصيلها .
قلت : وقد حلت هذه القضية بعد ان ردت من المحكمة المركزية ولدينا كامل تفاصيلها .
________________________________________________________________________________
( نحتفظ بالمصدر ) وستتم الأشارة اليه في كتابنا / اسماعيل بن عياد الترباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق