الثوابت الراسخات في نسب الوحيدات الجزء الأول - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

السبت، 9 يناير 2016

الثوابت الراسخات في نسب الوحيدات الجزء الأول



الثوابت الراسخات في نسب الوحيدات

الجزء الأول
 _________



مقدمة في نسب أشراف البادية:


إن علم النسب علم تحقيقي وليس علماً جامداً يقوم على جمادية النص والاكتفاء بظاهره، بل هو علم جامع لعلوم التاريخ والتراجم والسير والمنطق، لذلك عندما يتداول البحث النسبي نسب معين فإنه ينظر لواقعه من كل الجهات ولا يكتفي فقط بمنظور ضيق أحادي الأفق، وعندما نتناول نسب الوحيدات في بحثنا هذا سنستعين بالمصادر والدلائل والقرائن التي تؤكد ما نذهب إليه من كون الوحيدات من النسب النبوي الشريف وهي أسرة زعامة ورئاسة لها موفور من التقدير والتوقير.
قال النسابة حسين الزرباطي في كتابه دوحة السلطان عن ما يخص دخول الأشراف في البادية مع التحالفات : " اضطرت هذه الأسر – يقصد الأسر الشريفة-  وخصوصا البعيدة عن المدن للدخول فى تحالفات مع القبائل القوية الحاكمة فى مناطق تواجـدها ، ولو تفحصنا تشكيلة القبائل فى تلك العصور لرأينا شواهد كثيرة على انتماء الأسر العلوية المتعـددة بالولاء للقبائل، ومما شجعهم علي ذلك عرفان القبائل الأصيلة حرمة هؤلاء الأشراف حيث كانت تعاملهم بما يليق بهم وربما قدموهم علي أنفسهم فى تولى الصدارة وزعامة القبيلة، وفى المقابل عرف الأشراف هذا الجميل فكانوا يتحدثون باسم القبيلة ويفتخرون بالانتماء إليها ويدافعون عن مصالحها بكل إخلاص" ، دخول الأشراف في البادية له شأنه منذ القدم في مختلف فروع الأشراف ، ونستشهد أيضا بما ذكره النسابة ضامن بن شدقم الحسيني في الجزء الثاني صفحة 460 من قصة الشريف راشد الحسيني الذي توارى مع قبيلة الظفير ولم يظهر نسبه ولولا حادثة حصلت ما علموا نسبه، لذا فإن للأشراف في البادية ظروف وأحكام ومع هذا لا بد من وجود قرائن تؤكد على نسبهم الشريف الذي يحفظونه ويتواتر لديهم.

نسب الأشراف الوحيدات
الوحيدات جماعة رئاسة وزعامة في قبيلة الترابين القرشية، وتواتر واشتهر بما أثبتته الوثائق انتسابهم للدوحة الشريفة، وذلك موثق في وثائق ومصادر وقرائن متسلسلة منذ القرن العاشر الهجري وسنتشهد فيها منذ الاقدم حتى الحديث:
1-  كشف الاشراف نقله الشيخ يحيى من سجل عام 907 هـ  وهوشيخ الاسلام يحيى افندي بن زكريا بن بيرام 999-1053هـ مفتي الديار الرومية وهو من علماء السنة الاتراك وقد ذكر  أحد اعيان الوحيدات بلقب (سيد ) وهو سيد بلال بن يوسف بن سيد بلال بن يوسف الوحيدي وهذه دلالة صريحة على النسب الشريف الحسيني.
2-  وثائق السجل العثماني رقم 461 بعنوان المحاكم الشرعية في غزة ويغطي الفترة من 19 جمادي الاول 1273هـ - ختام رجب 1277هـ , وايضاً وثائق من سجل غزة خلال الفترة 1265هـ وجميع الوثائق تشير للحسينية.
3-  وثائق متصرفية القدس ( سجل القدس ) خلال نفس الفترة الزمنية السابقة .
4-  الدكتور لويس موسيل في رحلة حديثة الى بلاد البادية في 15 تموز عام 1898م وقد نشرته مجلة المشرق اللبنانية في السنة الاولى في العدد 14 أشار إشارة صريحة لشرافة نسب الوحيدات
5-  ذكر في تاريخ سيناء لنعوم بك شقير ص 116اشارة لنسبهم الشريف.
6-  ذكرهم في اتحاف الاعزة في تاريخ غزة المجلد الثالث للشيخ عثمان مصطفى الطباع الغزي واشارة لنسبهم الشريف .
وهنا نجد أن شرافة نسب الوحيدات موثق منذ مطلع القرن العاشر الهجري وظل متواتراً حتى زمننا هذا بدلائل واضحة ومن مصادر متعددة فمن السجلات إلى الصرر العثمانية والوثائق المحلية وكتابات المستشرقين والرحالة تؤكد ما عرف عن الوحيدات كونهم من النسب الشريف وتحديدا النسب الحسيني.
ومن شروط ثبات النسب الشهرة وهذا واضح من خلال هذه المصادر والوثائق وما ذكره مثلا موزيل ونعيم بك شقير وغيرهم الكثير من المؤرخين ، والاستفاضة متحققة في ما أجمع عليه أفراد الوحيدات في وثيقة الاجماع التي أقرها أعيان الوحيدات عن نسبهم الحسيني الشريف، وأما التواتر فتسلسل الوثائق يؤكد التواتر منذ القرن العاشر الهجري بدلائل صريحة لا خلاف على صحتها.
وقد قرأت محاولات عابثة من بعض المزورين الذين احتجوا في نصوص للرحالة الجزيري والذي يتضح للمتمعن أنه كان يجمع أخبار ويستخبر ولم تكن لديه الرؤية الكاملة كون أصل كتابه في أدب الرحلات ولم يثبت أنه جلس مع أهل الشأن فنقل منهم حقيقة النسب وما نقل عن تسلسل نسب عمر بن شاهين بن حسين بن نجيعة بن هرماس بن مسعود أحد مشايخ الوحيدات فهذا ما يظهر أنه استخبره من العامة فيما يخص هذا الشأن وقد قمنا في السابق بإبطال ما جاء في الدرر الفرائد للجزيري استناداً لما ذكره في الجزء الأول ( ص 209) حين أخبرنا في قوله الدسم إن العربان أجناس مختلفة, ويكفي أن لدينا سجل الأشراف قبل مرور الجزيري يذكر سيادة وشرافة الوحيدات فلقد ثبت أن الجزيري لم يكن من أهل الشأن والاطلاع في الأنساب ومن يغالي في عكس ذلك ما هو إلا مدلس محترق، فنسب الوحيدات ووثائقهم ودلالات شرافة نسبهم فاقت الكثير ممن يزعمون النسب الشريف زوراً وبهتاناً في بعض الأقطار ممن عرفوا وأدينوا بالتزوير صراحة، وفي محاولات عابثة من هؤلاء المزورين وجدنا أنهم يتذرعون بأنه في أواخر الفترة العثمانية أشار المؤرخ محمد سليم الجندي للتهاون في عملية ادعاء النسب الشريف وهذا لا نخالفه ولا علاقة له في موضوع نسب الوحيدات فوثائقهم وقرائنها واضحة قبل هذه الفترة بكثير بل وقبل سيطرة الدولة العثمانية على الشام أو مصر ولدينا ما نملكه من وثائق في هذا الشأن.

خاتمة
إن تفاصيل النسب الشريف للوحيدات سنتناوله في مصنفنا القريب اصداره
 ( تواتر الثقات في نسب الوحيدات ) وتناولنا هنا علامات وآيات واضحة في صحة هذا النسب بما يتطلبه العلم وحدده علماء الأنساب، وفي الجزء الثاني من هذه السلسلة باذن الله سنكشف الجذم الحسيني الذي يرتبط فيه الوحيدات بالقرائن والدلائل الصريحة.
ونشير للجميع في أن ما ينشر في مدونتنا يستسقيه من مصادر علمية صريحة وواضحة على غرار ما يحاول صنعه الجهلاء والمزورين الذين تم بيان حالهم سابقاً، ونعدكم بأننا سنستعرض المصادر والدلائل التي تؤكد ما نذهب إليه بما يوافقه كبار المختصين بهذا الشأن والله ولي التوفيق.




هناك 3 تعليقات:

  1. بارك الله فيك ابو علاء كفيت ووفيت

    ردحذف
  2. بارك الله فيك ابو علاء كفيت ووفيت

    ردحذف
  3. السلام عليكم
    ذكرتم يا سيدي العزيز أن (معيلش) و زمنه كان في ١٠٥٣ هجري هو من شيوخ الوحيدات فمن هم ذريته وماذا تعرفون عنه

    ردحذف