وهم البعض حين استند على كتاب البيان والأعراب عما بارض مصر من الأعراب لـ أحمد بن علي المقريزي المتوفي سنة 845هـ تقريباً 1440م ليحاجج به في اصول القبائل العربية التي سكنت الديار المصرية والفلسطينية عبر العصور فالمقريزي نقل بعد اكثر من قرن من الزمان عن ممن سبقوه كـ الحمداني بدر الدين ابو المحاسن يوسف بن سيف الدولة بن زماخ بن بركة ابن ثمامة الثعلبي الحمداني المهمندار المولود سنة 602هـ والمتوفي سنة 700هـ 1205م - 1300م وهذا لم يفصل في هجرات القبائل العربية , كما فصل فيها إبن خلدون 732هـ - 808 هـ
1332م - 1406م " تاريخ ابن خلدون " فقد ذكر ابن خلدون ان هناك هجرات ضخمة من العرب العدنانية من نجد والحجاز الى بلاد الشام والديار المصرية وشمال افريقيا فمن القبائل العدنانية التي هاجرت مع الهجرة الهلالية :
1. فزارة 2. أشجع / غطفان 3. عنزه بن أسد بن بني ربيعة بن نزار 4. بني ثور بن معاوية بن عبادة بن ربيعة البكاء بن عامر بن صعصعة ( ص 20 ج6 )
5. بطون من مضر بن هذيل بن مدركة بن الياس ( ص 167 ج6)
6. فهم 7. رواحة / غطفان 8. جشم بن معاوية 9. بنو رباب 10. عبس 11. ذيبان
12. الخلط من المنتفق ( ص 252و 253و257 و258 و261 ج6) وغيرها الكثير من القبائل العدنانية ومن غير المعقول بل ومن المستحيل رحيل جميع هذه القبائل بقضها وقضيضها دون أن تترك ورائها جماعات في بلاد الشام والديار المصرية وعلى سبيل المثال لا الحصر : نزل قسم من بني هلال في جبل بني هلال في الشام وأستقروا فيه
( ص258ج6) وللعلم كانت هذه الهجرات كانت بقيادة قبائل بني هلال وسُليم , فمن المعلوم عند جميع المؤرخين والباحثين ان مجرد وجود قبيلة من القبائل في منازل أُخرى من قبائل العرب القديمة ليس مرجحاً لألحاقها بتلك لمجرد اننا وجدنا في مرجع من المراجع ان منازل تلك هي ديار هذه والسبب تموج القبائل والهجرات وهو امر معروف ومعلوم من القديم والكثير يقع في هذه الأخطاء لشهرة مؤلف الكتاب ولعدم الأطلاع على ما يعارضه من وقائع مما يؤدي بالناقل في الوقوع في اللبس والخلط في أنساب القبائل كما حدث حين استند البعض لكتاب الجزيري الدرر الفرائد الذي وضح في ( ص 209ج1) قوله الدسم إن العربان أجناس مختلفة ولم يتعض من أخطائه السابقة ويتراجع , بل أعاد الخلط هذه المرة حين نقل عن كتاب المقريزي البيان والأعراب عما بأرض مصر من الأعراب (ص130) ان ( بني تيه ) هو جد قبيلة التياها الكريمة وهي من جذام ضارباً بعرض الحائط موروث قبيلة التياها الهلالية الكريمة معتمداً على تشابه الأسماء وهي من آفات علم النسب .
قلت : المقريزي المتوفي سنة 845 للهجرة نقل عن الحمداني المتوفي في 700 للهجرة خلاصة كتابه البيان والأعراب عما بأرض مصر من الاعراب وفي هذه الفترة لا وجود للترابين في الديار المصرية والفلسطينية البته بل كان لبعضهم وجود في القرن العاشر الهجري في مكة المكرمة في مخطوطات ووثائق معتبرة وأما الأشارة لهذا الكتاب فيما يخص الترابين فهي سفاسف لا تساوي درهماً عند المحققين , قال الحافظ الذهبي رحمه الله - للتدليس فإنه قال في " الموقظة" ( ص:47 ) [ المدلس : ما رواه الرجل عن آخر ولم يسمعه منه , أو لم يدركه.] وقيل أيضاً كتمان عيب في شيء ما حتى لا يعلمه المستفيد من هذا الشيء , وننصح البعض قبل الخوض في ما لا يعلمه ولا يدركه ان يقرأ علم التاريخ جيداً ففيه معرفة أحوال الأمم وبلدانهم ورسومهم وعاداتهم وصنائعهم وافرادهم للوقوف على تلك الأحوال والأطلاع على تقلبات الزمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق