من وثائق الترابين 1069هـ 1659م صك صلح عشائري مع رهبان دير سانت كاترين - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الثلاثاء، 13 يناير 2015

من وثائق الترابين 1069هـ 1659م صك صلح عشائري مع رهبان دير سانت كاترين


{شورة مع الترباني من قتلة أبوه }

كتبت هذه الوثيقة بخط رهبان دير سانت كاترين في شهر شوال سنة 1069هـ يونيو 1659م عمر هذه الوثيقة 356 عاماً وهي بمثابة صك صلح عشائري بين رهبان الدير والترابين في ذلك الوقت حيث ادت حادثة مقتل احد الترابين الى أن  أقارب القتيل اتهموا الرهبان بتلك الحادثه لوقوعها بالقرب من الدير مما حدا بالرهبان أن يعملوا صك صلح خوفاً من يقوم جماعة القتيل بمضايقتهم والهجوم على الدير للأنتقام وقد انتهت تلك القضيه بسلام  حسب العرف والعادة ,بعد ان أقسم الرهبان على برائتهم
من دم القتيل فالوثيقة تشير للكفيل والشهود وقضي بها بحلف اليمين ..الخ . 

وقد جاء في هذه الوثيقة  بعد تفريغ نصها: " لما كان بتاريخ شوال سنة ألف وتسع وستين حضر الى مصر المحروسة  الى عند جماعة رهبان طور سينا بشر ابن جلال البدوي الترباني وحضر معه مغنم ابن ملاك الترباني وان ابن جلال كان قبل تاريخه اتهم الرهبان انهم قتلوا أبوه بالباطل فلما حضر الى مصر وحضر أجاويد من العرب سيأتي ذكرهم وأن العرب المذكورين قالوا الى الرهبان احلفوا له نحميكم مثل عادة العرب فقام الشيخ عياد ابن عشيش الترباني غفير الدير وعمل الى الرهبان خطة ودخلوا الى الخطة الرهبان المذكورين وهم الشيخ الاقلوم ديونيسيوس ورمان وبرثانيوس وغريغوري وبريك بن صباح العليقي غفير الدير الخامس وحلفوا الى بشر ابن جلال ومغنم ابن ملاك أربعاً وأربعين كلمه انهم سالمين من جلال المذكور مثل عادة العرب وعياد المذكور حلف الرهبان وأنهم بعدما حلفوا قالوا: ان جلال ما حصل عليه الى ( الآ) أمر الله تعالى ومقاديره وتصادقوا على ذلك وقبل على نفسه بشر المذكور ومغنم ان لا أحداً يتعرض الى الرئيس والرهبان بنكد ولا من اولادهم ولا من دمويتهم كبير وصغير في شأن ذلك وعليهم كفيل الشيخ عياد ابن عشيش الترباني غفير الدير وكذلك عليهم كفيل غنايم ابن ملاك غفير الدير الترباني وعليهم كفيل بريك ابن صباح العليقي غفير الدير وكذلك عليهم كفيل تركي ابن متروك الصالحي وصار ذلك التصادق بحضور العقيد من المحاسنه وحضر هرماس ابن عشيش الترباني وساري ابن ملاك الترباني وشهدوا عليهم وعلى الكفلة وحضر ذلك حميد الأعمى الترباني وسلامة ابن ابي منيجل عليقي وأن بشر بن جلال ومغنم ابن ملاك المذكورين تسلموا الفلوس العنوة على جاري العادة من جماعة الرهبان بحضرة الكفلة والشهود المذكورين ولم يتأخر عند الرهبان شي من العنوة ولا دعوة ولا طلب ولا غيره والله خير الشاهدين جرا( جرى) ذلك وحرر في التاريخ المعين أعلاه" قلت : يستشف من هذه الوثيقة ان علم القضاء  حسب المراجع التاريخية له حضوراً وقضاة عند العرب في الجاهلة كان العرب يتحاكمون من خلال رئيس القبيلة أو كاهن او الى من عرف بأصالة الرأي وجودته والحكم حسب ما يرونه دون أن يستندوا الى قانون او قواعد معروفة وفي مكة اسس حلف الفضول ومن مبادئه ان لا يظلم في مكة غريب ولا حر ولا عبد حتى يأخذوا له حقه .. وفي صدر الإسلام , قام العرب بتحسين أموره بما يتوافق مع احكام الشريعة الإسلامية ونكتفي لأن المجال يطول , وليس كما يدعي البعض ان علم القضاء عند الترابين قام بتوزيعه فلان ابن فلان , في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين فهذه الوثيقة المبرزة أعلاه تفصل القول في ذلك الإدعاء فمعنى كلمة
( توزيع ) أي بمعنى إعطاء اشخاص , كل بمفرده , قسماً من شيء أو من مجموع أشياء 
متماثلة ( كتوزيع المؤن ) وهذا إفتراء على التاريخ فالأصح إجتمع قضاة الترابين في بيت ( فلان ) وهو أكبرهم سناً وله إحترام وتقدير وأتفقوا فيما بينهم على أن يتم إختيار نخبة من بينهم من القضاة المتمكنين كل في مجال إختصاصه ,ليكونوا قضاة للقبيلة من المشهود لهم بالصدق والإخلاص والتقوى , ونختم القول : لبعض من راسلنا بهذا الخصوص دعكم من هذا اللغط والهذر فوزير العدل أو رئيس المحكمة في اوقاتنا هذه لا يستطيع أن يقضي في جميع القضايا فكل له اختصاص ومجال في عمله ويحتكم للقانون , كما ان قضاة الترابين حين الإختلاف في القضايا يتم الرجوع للكبار معمرة الصيرة ويكون الحكم لهم نافذاً في بعض القضايا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق