ذكر اللغوي انستاس ماري الرملي في مجلته لغة العرب في عام 1913م إن الحويطات بقيادة شيوخهم أبو تايه وبن جازي وجماعة من الترابين والعزازمة والتياها قد غزوا لمقاتلة قبيلة عنزة فالتقى الجيشان على ماء البصة (1) وتقاتلا قتالاً شديداً أسفر عن نصر إبن جازي وأبو تايه ومن حالفهم .
قلت : وهذه الغزوة وقعت في شمال الحجاز وليس كما ادعى البعض إنها وقعت في منطقة البصة شمال عمان أو في جنوب بغداد حيث لا وجود لمسمى ماء البصة في العراق لأنه أخذ النص على ظاهره لمجرد أن انستاس الكرمي ذكرها في باب حوادث بغداد دون تحقيق فقبيلة عنزه تبدأ من الكسرة والهبارية بأطراف كربلاء إمتداد للأنبار في العراق حتى الرقة بسوريا ولا وجود لها البتة في جنوب بغداد ولا محيطها فجنوب بغداد هناك حلف المنتفق وهو آنذاك لواء من ثلاثين قبيلة !!! وجاء الآخر ليرقع حيث أدعى أن ماء البصة يقع غرب وادي السير من ديار الأردن وأعتمد تشابه الأسماء وهي من المزلات في علم النسب والتاريخ والجغرافيا , فلا وجود لقبيلة عنزة في تلك الديار في ذلك التاريخ لأن هذه المنطقة تسكنها قبيلة ( عباد ) وهم اقدم من سكن هذه المنطقة من القبائل العربية منذ الفتوحات الأسلامية لبلاد الشام .
________________________________________
قلت : إعتادت القبائل العربية على تبادل الغزوات والغارات فيما بينهما دون الأهتمام بمسألة الحدود الجغرافية والتي تتعارض مع مصالحها في كثير من الأحيان فالعلاقات بين القبائل إتسمت في كثير من الأحيان بالتحالفات والأشتراك في الغزوات فقد كان للحويطات حلف قائم مع الترابين والعزازمة في حدود عام 1856م وهذه القبائل المتحالفة حجازية الأصل وقبيلة الحويطات العريقة لها وجود قوي في شمال الحجاز وهي من القبائل الغازية وذات شوكة (2)
(1): " تقرأ بضم الواو وتخفيف الصاد المهملة وهي (بئر) من الآبار الآثرية النبوية بالمدينة المنورة والتي غسل الرسول صلى الله علية وسلم رأسه من مائها وصب غسالة رأسة ومراقة شعره بها ويقع البئر الآن تحت وقف البصة والنشير من الجهة الشمالية الغربية تقريباً مقابل مدرسة العلوم الشرعية.
(2): كتاب تاريخ بئر السبع وقبائلها لمؤرخ فلسطين عارف العارف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق