الكذب والبهتان ديدن من نسب الترباني لتربان

{ الكذب والبهتان ديدن من نسب الترباني لتربان } : 

الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الخلق نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فهذا رد مختصر سلكت فيه المنهج العلمي الموثق بالأدلة والمصادر وحقائق التاريخ لمن أراد أن يدلس على بعض العوام ممن لا يملكون المصادر والمراجع التاريخية المعتبرة لتفنيد تلك الإدعات الباطلة . قال الشيخ الألباني رحمه الله : 

( طالب الحق يكفيه دليل , وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل , والجاهل يعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل ) لقد سألني الكثيرمن أبناء عشائر جنوب الأردن عن خرابيش بعض الجهله في علم الأنساب , الذي أطلق على نفسه القاباً رنانة كـ الباحث والمؤرخ والنسابة , وادعائه ان مساكن الترابين قديماً منطقة "تربان" شمال مدينة العقبه قلت : وليس الخبر كالعيان , وهذه الرواية توضح جانباً من الكذب والبهتان فقد إعتمد على تشابه الأسماء , وهي آفة علم الأنساب فكما خلط في أصول القبائل الآن خلط في جغرافية الأماكن , فالقبائل على مر العصور متموجة ومتنقلة والديار سواء في عصر الجاهلية او صدر الأسلام ثابتة ولا يجوز ان نلحق قبيلة بأخرى لمجرد أنها سكنت في هذه الديار أو تلك وقد ذكر الشريف النسابة محمد بن منصور في كتابه قبائل الطائف وأشراف الحجاز ص (119) (( إن وجود قبيلة من القبائل اليوم في منازل أخرى من قبائل العرب القديمة ليس في مرجح لإلحاق هذه القبيلة إلى تلك لمجرد إننا وجدنا منازل تلك هي ديار هذه في عصرنا , والسبب تموج القبائل في الجزيرة العربية أمر معروف من القدم , فكم قبيلة كانت في الجنوب ونزحت للشمال . )) , فقد روج هذا المدلس قديماً حين أشار لـ " البقوم " في نسبنا لأن مسقط رأس جدنا " عطية " بلدة تربة شرق الطائف , ومن ثم إنقلب على عقبيه , وقال ان مسكن الترابين هو " تربان " في شمال مدينة العقبة , ويصر على إن أصول قبيلة الترابين ( معازة - من بني عطية ) وإن منطقة تربان من مساكن بني عطية قديماً أشار لها عبد القادر الجزيري في كتابه الدرر الفرائد في اخبار الحاج وطريق مكة المعظمة ,وحين سألته هاتفياً لماذا هذا الإنقلاب قال : إن الباحث يدور مع الحق حيث دار , فقلت : طالما كنت تنشد الحق فما هو موقفك من قول الجزيري الدسم في الباب الثاني في إمارة الحج ج1ص 209 { عادة أمير الركب الحجازي أن يكون لخيامه من الأبهة والحرمة لأنه سائر بالوفد ماراً على عربان مختلفة الأجناس كـ العقبي , والعطوي , والبلوي , والحويطي وغيرهم . ) حيث إن معنى مختلفة الأجناس أي إنهم من أصول مختلفة وليس كما تدعي , فقال :هذه العبارة مدسوسة فقلت له : إرجع للمصدر وستجدها صحيحة فلا يجوز لك كـ باحث إلا أن تتحلى بالاخلاق والصدق والأمانة العلمية في كتاباتك فما كان منه إلا أن أغلق الهاتف وقام بحضري , وأعتقد إن الصدمة كانت فجائية وقوية لم يكن يتوقعها ولم يتحمل وقعها , قال الإمام أبو يوسف القاضي – رحمه الله تعالى-: 
(إثبات الحجة على الجاهل سهل، ولكن إقراره بها صعب). فهذا المدلس يعتمد تشابه الأسماء وهي من آفات الأنساب كما النسيان آفة العلم . فكثير من النسابة يقعون في أخطاء ما سبقوهم من العلماء ويقعون في نفس الخطأ وذلك لشهرة قائله أو لعدم الإطلاع على ما يعارضه من وقائع وقرائن مما يؤدي في حصول اللبس والخلط حين تناول بعض الجهلة كتاب الدرر الفرائد للجزيري . فجميع المغالطات في نسب قبيلة الترابين القرشية ظهرت في الكتابات المتأخرة جداً وناقضت ما ذكرته المصادر التاريخية وما عززه الموروث , قلت أنا اسماعيل بن عياد { إفتح عينك يا ترباني } وحسب ما جاء في أعلاه من أدلة وقرائن تواجد قبيلة ما في منطقة ما لا يعد دليلاً دامغاً أو قاطعاً على نسبتها الى من سكن تلك الديار قديما., إعتمد هذا المدلس في نسب الترابين لتربان لقواعد اللغة العربية حين أفلس علمياُ لأن المنتسب لتربة في اللغة يقال له " تربي " وعارض في هذا المنهج حقائق التاريخ والجغرافيا ’ فقد أوضح البارون أوبنهايم في موسوعة البدو كثيراً إنه لا قواعد لغوية عند البدو في التسميات والتحريف والتصحيف واليكم بعض من اسماء الأماكن وعدم مراعاة البعض من البدو وأهل المدن للقواعد اللغوية فالذي ينتسب لمحافظة العقبة يقال له عقباوي , والصحيح في اللغة عَقبي والذي ينتسب لجدة في السعودية يقال له جداوي وهكذا دواليك  . وعود على بدء فعلم النسب يحتاج الى رحلات لذلك قمت بزيارة خاصة لمنطقة تربان والتي تبعد عن مدينة العقبة حوالي 45كم وهي من أراضي قبيلة الأحيوات وتقع شمال قرية رحمة فشاهدت الموقع عياناً , وكان برفقتي الشيخ سالم سويلم أبو عِمر الأحيوي  التي تربطني به وبشيوخ قبيلة الأحيوات والسعيديين علاقات متينة .  فوجدت تربان وادي في  مجر سيل عرضه لا يتجاوز "50" متر وطولة ما يقارب 300م ولا يسكنه أحد من العربان منذ قديم الزمان حتى الآن وهو ضمن اراضي قبيلة الأحيوات وقد سألت عن سبب التسميه فقد أجمع الرواة ممن أثق بهم إن سبب تسمية هذا الوادي بهذا الأسم لأنه مكان لتجمع الرمال " السافي " فهي تتنقل فيه بفعل الرياح لتشكل كثبان رملية وقد شاهدت ذلك عياناً ولا يتسع ذلك الوادي لسكن عشر عائلات اذ علمنا ان بيوت البدو غير متلاصقة بعضها ببعض حسب العادات والتقاليد المتبعة , لهذا لم أجد ما يؤسس لتلك الرواية الكاذبه فمن الناحيه العقلية فإن المنطقة محدودة المساحه ولاتتوفر فيها موارد الماء ومن الناحية الجغرافية فان هذا الوادي الصغير المسمى " بتربان " منطقة غير جاذبة للهجره لصغر مساحتها ولم تذكر كتب التاريخ القديمه او الحديثه من أن قبيلة الترابين قد سكنت هذه الديار فوالله لو غربل الكذاب كتب التاريخ والبلدان لن يجد ذكر للترابين في هذا الوادي لانه إستند على الأحتمال  فهو حاطب ليل يجمع الغث الذي لا قيمة علمية له !! " فلا تتعجبوا من هذا المدلس " وما يكتبه فهو يخلط فأنتبهوا (!!) في ص187 من معجم البلدان لياقوت الحموي قال : تربان بلد في اليمن وقال الخارزنجي ترابة وادٍ ويروى عن محمد بن اسحاق الصغاني توفي سنة 323 قال عن تربان هو وادٍ بين ذات الجيش وملل والسيالة على المحجة نفسها فيه مياه كثيرة مرته نزلها رسول الله ( صلعم) في غزوة بدر وبها كان منزل عروة بن اذينة الكلابي اذن فهي في الجزيرة العربية وقال في شرحه : تربان قرية من ملل على ليلة من المدينة قال ابن مقبل: شفت فسيان وما علمت من أهل تربان من سوءٍ ولا حسن وتربان هو موضع بين ملل والسياله كما نقله ابن سعد في الطبقات الكبرى والطبري في التاريخ والمزي في تهذيب الكمال وهذه الأماكن تقع بين مكة والمدينة كما في كتاب المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية وذكر بعض شراح ديوان أبي الطيب المتنبي انها على بعد خمسة أميال من المدينة المنورة وفيها يقول الحسين بن مطير الأسدي :

وَفِيهِنَّ مِقْلات الوِشَاحِ كَأنَّها... مَهاة بتُرْبَانٍ طَويلٌ عَمُودُها .... وفيها يقول حسان بن ثابت يصف مطرا:
فَلَمّا عَلا تُربانَ فَاِنهَلَّ وَدقُهُ... تَداعى وَأَلقى بَركَهُ وَتَهَزَّما  وفي حديث عائشه كنا بتربان قال ابن الأثير هو موضع كثير المياه بينه وبين المدينة المنورة نحو خمسة فراسخ كذا في لسان العرب وتربان أيضاً : قرية على بعد خمسة فراسخ من سمرقند قال ابن الأثير واليها ينسب العالم الفقيه المحدث أبو علي محمد بن يوسف ابن ابراهيم الترباني  ( تاج العروس) وتربان أيضاً في قول ابي الطيب المتنبي يخاطب ناقته حيث قال: فقلت لها اين أرض العراق فقالت: ونحن بتربان : ها وهبت بحسمى هبوب الدبو ومستقبلات مهب الصبا . ولشرح المعنى من ديوان المتنبي : تربان موضع من العراق وغرهم قوله ها للأشارة وليس كذلك فان شعره يدل انه قبل حسمى من جهة مصر وأنما أراد بقوله هــــا تقريباً للبعيد. وفي اخباره انه رحل من ماء يقال له البقع من ديار ابي بكر فصعد في النقب المعروف بتربان وبه ماء يعرف بغرندل فسار يومه وبعض ليلته ونزل واصبح فدخل حسمى وفيها حكاة ابن السكيت بين ايلة وتيه بني اسرائيل الذي يلي أيلة وهذا قبل أرض الشام فكيف يقال انه قريب من أرض العراق وبينهما مسيرة شهر وأكثر وقال نصر: تربان صقيع بين سماوة كلب والشام. فقاعدة المنهج العلمي " ان كنت ناقلاً أبرز المصدر الذي ذكر الترابين صراحة فيما تروج له !! قال أبو نواس : فقل لمن يدعي في العلم فلسفة حفضت أشياء وغابت عنك أشياء .. فأختيارك لم يكن موفقاً في روايتك عن تربان وتوضح جانباً من الكذب والبهتان(!!) فالترابين من تربة في الحجاز وهذا اجماع الترابين . وقد ذكر ذلك مؤرخ فلسطين عارف العارف في كتابه تاريخ بئر السبع وقبائلها ص78 حين قال لم أجد من القوم من يؤيد من يؤيد رواية اخرى كما ايدوا الرواية الاولى والثانية التي تشيران الى ان جد الترابين هو ( عطية ) وإن هذا من قريش , فقد دون العارف ما سمعه من كبار واعيان وشيوخ قبيلة الترابين قبل ما يقارب قرن من الزمان , وذكر ذلك ايضاً كثير من المؤرخين , فهل يأتنا ذلك الفسل , بمصدر قديم معتبر ذكر ما يروج ويدلس به  , ذكر ان سكن الترابين قديماً وادي تربان شمال مدينة العقبه , وانهم يرجعون نسباً للمعازة بني عطية ونبصم لك بالعشرة وبأنك فلتة زمانك , وفي الختام نقول الكذب حبله قصير ..!!  

 الباحث : اسماعيل بن عياد الترباني